(أنانية أيه يا خويا ؟ )
ما هذا الهراء ؟
(لا يا اخوانا دا مش هجص ولا تخريف)
الأنانية المستنيرة مصطلح قديم قدم الدهر
(ولكن الناس مش أخدا بالها من حاجات كتير في الواقع)
ندخل في الموضوع
الأنانية صفة مرزولة
وخلق زنيم ووصمة شائنة
الأنانية صفة انسانية لا انسانية
انسانية لأن - (للأسف) - لا يتصف بها الا الأنسان
ولا انسانية لأنها تخرج المتصف بها عن مصاف الاّدميين
كيف ذلك ؟
الأناني هو ( بالبلدي اللي ما بيحبش الا نفسه )
وهذا هو أبسط ألوان الوصف و أوجزها
ولكن يا لهول ( ما بيحبش الا نفسه ) ويا لعظمها
من معانيها
أنه لا يرى في الدنيا الا نفسه
كل ما في الكون من نعم و اّيات وجمال و كائنات
لايراه الا في منظومة خدمة مصالحه الشخصية و ماّربه الذاتية و شهواته و رغباته الاّنية
من معانيها
أنه يكره و يمقت كل من يعوق هذه المنظومة - ( خدمة المصالح و الماّرب و الشهوات ) - مهما كانت درجة قربه منه بل وقد يتعدى و يتخطى ذلك بكثير الى درجة ازاحته من طريقه نهائيا بشتى الوسائل
وكلنا يعرف متن حديث المصطفى ( صلى " الله " عليه و سلم ) المشهور
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
أي أن الأناني خارج منظومة الايمان و ان كان لا يدري
و مما سبق نستنتج أنه خارج منظومة الاّدمية بالكلية
(نهايته)
( بعد ما كرهتنا يا عم في الأنانية ازاي تبأى مستنيرة ؟! )
هناك صورة واحدة محمودة بل و أيضا مطلوبة للأنانية
وهي أن تضن و تبخل بنفسك و بوقتك عن الناس و عمن تحبهم و يحبونك لكي يعود ذلك عليهم بعظيم النفع
( رجعنا تاني للهجص و نكشة النفوخ )
بمعنى:
أن تحرم نفسك أنت من الاستمتاع بقربهم و بالأنس بهم
وتعكف على تحصيل منافع العلم و كنوز المعارف
و تعكف على العمل النافع الدؤوب المنتج
حتى تستثمر منافع كل هذا الجهد و العمل في خدمتهم و نفعهم و اسعادهم - و أقصد بالضمير كل الناس بالطبع وليس من تحب فقط - و رؤية البسمة على وجوههم
أليست بذلك مستنيرة؟
أليست هذه الأنانية المستنيرة هي أبلغ صور الايثار و أعظم أوجه التضحية ؟