الحب المثلي أو العشق المثلي قديم قدم الأزل ( وكلنا يعرف قصة قوم لوط )
ولكن لما كان التاريخ يبرز قصة قوم لوط و يعطيها هذه الأهمية الكبيرة
فنستنتج من ذلك أن الأمر كما أنه قديم فهو أيضا خطبر ويمكننا أيضا أن نستنتج أنه كما حدث في الماضي فيمكنه أن يتكرر لا لأن التاريخ يعيد نفسه و فقط و لكن لأن النفس البشرية هي النفس البشرية بكل تعقيداتها و افرازاتها بل قد تتعقد أكثر مع تقدم الزمان و تعقد افرازات الأحداث
ولما كنا لم نسمع عن قصة ( قوم هيفا أو قوم نانسي )
فنستطيع أن نستنتج أن هناك فارق كبير بين المثلية الجنسية بين الذكور و الأناث
أو بين عشق الذكر للذكر و عشق الأنثى للأنثى
وهذا - ( من وجهة نظري الخاصة ) - لعدة أسباب منها :
أن مرض الأيدز كان نتاج علاقات الذكور بالذكور وليس الأناث بالأناث
ان عشق الذكر للذكر أثقل - من ناحية المشاهدة أو السماع - على النفس البشرية بصفة عامة من عشق الأنثى للأنثى
أن الأضرار المجتمعية - ( وهذا موضوع يطول شرحه ) - بين نوعي العشق لا توضع في اطار المقارنة
أن المطالبة العالمية بزواج الأمثال - بعيدا عن عقدة المجتمع الذكوري - ظهرت وعلا صوتها بعد استشراء و تفحل ظاهرة علاقة الذكور بالذكور
أن حتى الفطرة المشوهة للمجتمعات الغربية تستسيغ و تقبل علاقة الأنثى بالأنثى بشكل واضح و كبير عن علاقة الذكر بالذكر
أن الشارع الحكيم عندما تناول صورة غضب " المولى " من هذا الأمر
ذكر أن عرش " الرحمن " يهتز و يعاني حملة العرش - على قوتهم - أشد المعاناة لتثبيته عندما يطء رجل رجلا
واذا استعنا بأقوال الفلاسفة
فهناك رأي فلسفي - (أنا أحترمه )- يقول أن المرأة تقدم الجنس للحصول على الحب بينما الرجل يقدم الحب للحصول على الجنس
نستنتج من هذا أن غياب الحب و العاطفة و الأنس و حرارة و دفء الطمأنينة و الالف - ( وهذا الغياب هو من أعتى أسباب ظاهرة الشذوذ ) - قد يؤ دي بأنثي يائسة بائسة الى أن تعشق مثيلتها
و لكن لن يقبل أبدا أن يؤدي هذا الى أن يعشق الذكر مثيله
بالطبع ان غياب الكثير من ألوان الحب - وعلى رأسها حب المخلوق " لخالقه سبحانه و تعالى " - و مظاهر الالف و أشكال المودة من حيواتنا
قد جعلها جافة خاوية جوفاء ثقيلة مظلمة شقية .......
اذا أضفنا الى ذلك عودة الدين الى زمن الغربة
وأضفنا غياب بل و انعدام القدوة ( الحسنة ) عند الكثيرين ( وهذا موضوع أيضا يطول شرحة )
وأضفنا ظاهرة بل و بدعة الغربة الأسرية العائلية التي يعاني منها مجتمعنا الشرقي الاّن
فكل فرد تقريبا في الأسرة على النطاق الضيق و في العائلة على النطاق الأوسع في عالم موازي للبقية
فلا نجد دفء الصداقة و لا الف القرابة و لا حميمية الود بين الأب و ابنه و لا بين الأم و ابنتها
ولا بين الخال و ابن أخته و لا بين العمة و ابنة أخيها
ولا بين أبناء العمومة و الخؤولة ولا ولا ...
وأضفنا الى ذلك
البعد عن الروحانيات و الانغماس في الماديات ( وهذا موضوع في غاية الخطورة )
وأضفنا الى ذلك انسلاخنا الأبله من شرقيتنا و تقليدنا الأعمى للغرب
و اضيفوا أنتم ما شئتم أن تضيفوا
بعد تجميع هذه الأضافات
سنعرف سبب ( الخيبه التئيله ) و الكارثة المحدقه المحققة
التي يعاني منها شبابنا و بالتالي مجتمعنا ( " ربنا "يطلعنا منها على خير)
والعلاج
أن نعرف " ربنا " و نحبه و نتعلق به
نحس و نستشعر اّلام و مشكلات بعضنا البعض
نجرب ظاهرة التقاطع عوضا عن التو ازي
نحب بعضنا ( بجد ) " لله " و في " الله "
و " ربنا " يسترنا جميعا في الدنيا و الاّخرة