[size=16]
معنى الحياة
يقولون بأن الحياة قافلة بالصحراء تمحو آثارها الرياح
وذلك القول صائب إن كانت حياتنا بلا معنى وبلا هدف وخاطيء إن كان لحياتنا هدف نسعى لتحقيقه
ولكل
إنسان حياتان الحياة الدنيا وحياة الآخرة وما الحياة الدنيا إلا مقدمة
للحياة الآخرة وتعتبر الحياة الدنيا كرملة في فلاة إن لم تكن أقل من ذلك
قياساً بالحياة الآخرة فمن عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها.
والآن سأطوف معكم بأقوال حول معنى الحياة من وجهات نظر مختلفة
فالحياة كلمة حار الناس فى تعريفها
فمن هم من قال ان الحياة ما هى الا مسرح كبيركل شخص يلعب دور البطولة في جزءٍ من المسرحية ثم يترك مكانه ليلعب الدور شخص اخرومنهم من قال الحياة منتهى الالمفكل شخص يتالم من الاخر والاخر يولمه من دون سعادهومنهم من قال ان الحياة منتهئ اللذهفالانسان يفكر فى لذته هو دون ان يفكر فى الم الاخرومنهم من قال ان الحياة فرصهوالفرصه الحقيقية لا تاتى الا مره واحده ولابد من اغتنامها دون ان تنظر الى خلفكومنهم من قال ان الحياة حياةلابد أن نعيشها كما هى حتى النهايةوهناك من قال : انا ارئ ان الحياة ما هى الا لعبة كل واحد منايكون اللاعب الاساسى فيها لفتره ثم يجلس احتياطى باقى عمره
]تلك وجهة نظر.......
__________________
كيف نُصلح من حياتنا وكيف ننعم بها نوِّع ثقافتك، شكِّل مواهبك، غاير بين حالتك في المعيشة، لأن الرتابة مملة، والاستمرار سأم، ولذلك تنوعت العبادات من صلاة وصيام، وزكاة وحج، وتنوعت الصلاة من قيام وقعود وركوع وسجود.
الزمن يتجدّد: ليل ونهار، صيف وشتاء، حر وبرد، مطر وصحو.
المكان يتجدّد: جبل وسهل، رابية وهضبة، غابة وصحراء، نهر وغدير.
الألوان تتجدّد: أبيض وأسود، أحمر وأصفر، أخضر وأزرق.
الحياة تتجدّد: فرح وحزن، محنة ومنحة، ولادة وموت،غنى وفقر، سِلمٌ وحرب، رخاء وشدة.
كان المأمون ينتقل في بيته وهو يقرأ، وأنشد قول أبي العتاهية:
* لا يصلح النفس مادامت مدبّرة إلاَّ التنقل من حال إلى حالِ[
اجعل وقتاً للتلاوة، ووقتاً للتفكُّر، وثالثاً للذكر، ورابعاً للمحاسبة، وخامساً للمطالعة،وسادساً للنزهة،
وهكذا وزِّع العمر فيما ينفع.
النفس نفورة،والطبيعة متقلبة، والمزاج يتضجر، فحاول أن تكون مسافراً خرّيتاً، وتاجراً صيرفياً،تأخذ من كل شيء أحسنه، ومن كل فن أجمله.
إنّ كدّ النفس على طريقة واحدة، ونسج واحد، قتل لإشراقها وأشواقها، وإن أخْذَ الطبيعة بالصرامة المفرطة والجد الصارم انتحار لها.
ولكن ساعة وساعة، إن هناك بدائل من أعمال الخير، وأصول الفضائل، وسنن الهُدى، يمكن للعبد أن ينتقل بين حقولها، ويراوح بين جداولها.
ما أحسن الحديقة يوم تضم أشكال الزهور، وأنواع الفواكه، وسائر الأذواق والطعوم، وكذلك حالات النفس وأطوارها،لا بد أن يكون عندها من سعة الأفق، ورحابة المعرفة، ووسائل الحياة، وصنوف الهيئات المباحة ما يسعدها.
وإن كبت النفس في مسارات ضيقة، ورتابة باهتة، ما أنزل الله به من سلطان، يجعل النفس ذاوية منهكة محطمة: (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها) والأجدربالإنسان أن يضرب في كل غنيمة من أعمال الخير والبر بسهم:
* يَوماً يَمانٍ إِذا لاقَيتُ ذا يَمَنٍ وَإِن لَقيتُ معَدِّياً فَعَدناني
إذاً فكن ذكياً في توزيع الوقت على أعمالك واعلم أنك بعقلك المبدع وفكرك الخلاَّب تُحول كوخك الضيق إلى قصر مشيد، وقد تحول بإحباطك وتشاؤمك حديقتك الغناء إلى مقبرة؛ لأن السعادة تنطلق من النفس وليس مما يحيط بالإنسان، فتجد العاقل لا يأنس لحياة الجسم فحسب بل يريد مُثُلاً عُليا وأهدافاً سامية، أما الجاهل فهمُّه مطعمه وملبسه، كما قال صديقنا أبو الطيب:
* ذوالعَقلِ يَشقى في النَعيمِ بِعَقلِهِ وَأَخو الجَهالَةِ في الشَقاوَةِ يَنعَمُالحياة جملية متى نظرت إليها بأمل وحب واستثمار،والدنيا سوداء كالحة متى نظرت إليها بنظارات سوداء، كما قال إيليا أبوماضي:
* أترى الشوك في الورود وتعمى أن ترى فوقه الندى أكليلا ؟إن قصيدة (أغنية الفجر) للشاعر العالمي (طاغورالهندي) ملخصها أنه سأل الله أن يرزقه مالاً ليشتري دراجة تحمله إلى السوق، ولكنه التفت فوجد رجلاً جالساً مبتور القدمين فصاح: يا ربي شكراً شكراً ما أريد دراجة تكفيني قدماي. لماذا لا نستثمر عيوننا الجميلة وأيدينا القوية وقلوبنا الحية في صنع حياة كريمة؛ إنّ عندنا مواهب ربانية عظيمة لكن الكثير يعطلها ولا يستثمرها فيعيش منكداً محروماً فلله الحمد على ما أنعم به.[
والآن إليكم هذه القصة والتي أرجو أن تُلخص لكم أشياء كثيرة:
يحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس الحياة في جو نقي .. بعيد عن صخب المدينة وهمومها ..
سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة .. وأثناء سيرهما ..
تعثر الطفل في مشيته .. سقط على ركبته.. صرخ الطفل على إثرها بصوتِ مرتفع تعبيراً عن ألمه : آآآآهفإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل :آآآآهنسي الطفل الألم وسارع في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت : ومن أنتفإذا الجواب يرد عليه سؤاله : ومن أنت انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً .. : بل أنا أسألك من أنت ؟ومرة أخرى لايكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة : بل أنا أسألك من أنت؟فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب .. فصاح غاضباً "أنت جبان" فهل كان الجزاء إلامن جنس العمل ..وبنفس القوة يجيء الرد "أنت جبان"
أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه .
قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس ..
تعامل _الأب كعادته _ بحكمة مع الحدث .. وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي :
" إني أحترمك "
كان الجواب من جنس العمل أيضاً .. فجاء بنفس نغمة الوقار " إني أحترمك " ..
عجب الشاب من تغير لهجة المجيب .. ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً:
" كم أنت رائع "
فلم يَقِل الرد عن تلك العبارة الراقية " كم أنت رائع "
ذهل الطفل مما سمع ولكنلم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمتبعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية .
علق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة " أي بني : نحن نسمي هذهالظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء (صدى ) .. لكنها في الواقع هيالحياة بعينها .. إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها .. ولا تحرمك إلابمقدار ما تحرم نفسك منها ..
الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك ..
إذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك ..
وإذا أردت أن يوقرك أحد فوقرغيرك ..
إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك ..
وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك ..
إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك ..
وإذاأردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً ..
لاتتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء .
أي بني .. هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة .. وهذا ناموس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة ..
إنه صدى الحياة..
1]ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت